مصاص دماء في حي الخليج (قصة قصيرة- خيالية)

…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….

إسمي يوسف وهذه مذكرتي أكتبها لكم ما إذا حدث شيء سيء لي إريد من يجد هذي المذكرات يأخذها إلى أقرب وكالة أجنبية لتنشرها, لأن صحافتنا لن تصدق ما أقوله هنا في هذه المذكرة, وسيعتبرونه كلام  طفل مجنون.

نهاية القصة أو نهايتي في القصة تبدأ هنا في مدينة الرياض في حي الخليج شرق الرياض تحديداً. حي أغلب سكانه من البدو ذوي الحال المتوسط, المستور كما يسمونه. لا هو غني يبذخ بالمال ولا فقير لا يجد ما يأكله. كل الأهالي يعرفون بعضهم البعض كعائلة واحدة; الرجال يذهبون إلى المسجد سويه ويسألون عن من غاب منهم ويطمأنون على حاله, والنساء يجتمعن في البيوت, والأطفال في الشارع يمرحون. انتقل إلى حيّنا رجل يُدعى ” سعدي” في نهاية عقده السادس ومعه زوجته و إبنه ذو السبع سنين. توافدت عليهم الأهالي في اليوم التالي مرحبين وحاملين معهم من الأطباق النجدية طيبة المذاق من ((المرقوق)) و((الجريش)) و ((المطازيز)) وطبعاُ ((الكبسات)) بكل أنواعها.

منذ وصول هذه العائلة إلى الحي غابت عنه الشمس, واحتلت الغيوم السماء. كنت أتجول في الحي بدراجتي الهوائية و وجدت العم سعدي (الساكن الجديد) يمشيء على أقدامه بخطوات مسرعة فلحقته لألقي عليه السلام  وأرحب به في حيّنا وأسأله ما إذا أراد مساعدة لكِبر سنه وعجره عن تحمل عبء النقل لوحده, فصدني وذهب مسرعاً وكأنه لم يسمعني. استغربت لأمره, واهتممت أن أعرف ما سره. لا يكلم أحداً في الحي ولا يذهب إلى المسجد ويخرج في الليل ولا يعود إلا في الصباح مع وقت خروجنا إلى المدراس. وإبنه لم أره أبداً منذ أن سكنوا بيتهم. نوافذ المنزل مغطاة باللون الأسود ولا يرمون القمامة في الشارع إلا مرة  واحد بالأسبوع وغالباً لا تحتوي إلى على معلبات ولا بقايا للأكل. القطط قلّت في الحي وكأنهم هاجروا إلى حي أخر رغم أن طعامنا متوفر بكثرة من بقايا أكلنا الكثيرة التي نرميها لأننا لا نحب ان نأكل نفس الأكل في اليوم التالي لوفرة الأكل.

ذات يوم إستيقظت الساعة الثالثة فجراً على أصوات سيارات الشرطة والإسعاف المتواجدة في حيّنا. فتحت نافذتي لأرى ماذا يحدث. أفراد الشرطة وبعض رجال الحارة  واقفين أمام البناية التي تعمر أمام منزلنا, وصديقي عبدالله كان واقفاً معهم وهو يبكي. تسللت إلى غرفة والديّ وسحبت المفتاح من على الطاولة بهدوء وخرجت إلى خارج المنزل وتوجهت إليهم. منعني الشرطي من التقدم وأمرني أن ارجع إلى بيتي. لم أعره إهتماماً وذهبت إلى عبدالله وسألته عن ما حدث. قال لي بأنفاس متقطعة  وهو يبكي أنه اتفق مع صديقنا الأخر ((بدر العبدة)) أن يتقابوا في البناية هذه ليدخنوا السجائر بعيداً عن أعين الأهالي, وما أن دخل حتى وجد بدر ملقى على الأرض ووجه مائل إلى اللون الأزرق وتوجد فتحتان في عنقه. وما ان رأى المنظر حتى ركض وهو يبكي وأخبر والده بما حدث, وبدوره الوالد أبلغ شرطة الروضة بما حدث, وقدِموا بعد ساعة ونصف من البلاغ بعد أن ضلوا الطريق .

تكررت الحوادث التي تحمل نفس العلامات مع حوادث إختفاء لعُمال نظافة و خادمات. كُنا نظن أنهم هربوا بسبب أن الحياة مُملة داخل البيوت والرواتب قليلة التي يتقاضونها, وبإمكانهم أن يجنوا الكثير من المال بطرق غير شرعية, وهناك من يساعدهم. بدأو سكان الحي بالخوف, وظنوا أن هذا عقاب من الله مع خسوف القمر تأكدوا أن الله غضبان عليهم لا محاله. بدأت المساجد بالصلاة كل ليلة من غير توقف. ورجال الشرطة والتحقيق لم يجدوا جواب لهذا اللغز المحير. أطفال ونساء وشيوخ وخادمات وسائقين وعُمال نظافة يختفون أو يقتلون بنفس الطريقة من دون ترك أثر أو دليل يقود إلى الجاني. بعض المحققين قال أن هذه أثار أنياب حيوانات, لكن ماذا أتى بهذه الحيوانات داخل المدينة؟ الشيوخ على المنابر يبكون بحرقه ويقولون هذي بداية نهاية الزمان, وأن المسيح الدجال قارب على الخروج. الرجال لا يفارقون منازلهم إلا جماعة,  والنساء يرددون قصص عن أساطير الجن النجدية أنها عادت من جديد لتختطف البشر وتحتجزهم بين عالمنا وعالمهم.

لم أكن أعرف ماذا يدور في حيّنا, هل هو عذاب من الله أم حيواناً مفترساً يتجول في الليل ولا احد يراه, أم أن هناك جن في حيّنا, أم شيء جديد لا نعرفه. شيء جديد؟  نعم بدأت هذه الأحداث عند قدوم العم سعدي وإبنه الذي لم نره وزوجته غريبة الأطوار كما تقول أمي.. هل يعقل أن هناك شيء مشترك بين هذا الرجل الطاعن في السن وبين الجرائم و حوادث الإختفاء التي تحدث في حيّنا؟ بحثت في الإنترنت عن حوادث مشابهة, ووجدت أن هناك أحياء في مناطق متفرقة في الجنوب والشمال تشترك بقصص  وأساطير متشابهة. هناك قصة حدثت في السبعينات الميلادية أن هناك رجل قِدم إلى عرعر ومعه إبنه ذو السابعة وزوجته وبعدها بدأت جرائم مشابهة! وتقول القصة أن هناك مصاصين دماء يتجولون في الليل ويقتلون الناس ويشربون دمائهم. هل يعقل ان أصدق أسطورة إخترعها الغرب على أنها حقيقه, لكن ليس هناك دخان من غير نار, وكل أسطورة تحمل من الحقيقة نسبة ويضيف عليها الناس من قصص اخرى لجعلها إسطورة. الجن حقيقة كما ذكر القرآن, لكن هل يعني أن قصص السعلوة حقيقة؟!.. لا أدري, لكن كل شي جائز. إذاً هل قصص مصاصين الدماء حقيقة؟ .. لا أدرى , يصعب عليّ تصديق هذه الخرافات, حتى قصص السعلوة وغيرها من الأساطير الجنية رغم حقيقة وجودهم في عالمنا. قررت أن أتحرى الأمر بنفسي وليكن ما يكن.

سوف أتماشى أن أسطورة مصاصين الدماء حقيقة, وسأبحث عن سبل قتلهم والتخلص منهم. عرفت أن الفضة تٌضعفهم فإستعرتها من خزانة والدتي من غير لا تدري, والماء المقري عليه يحرقهم فأخذته بكمية كبيرة من إمام مسجدنا الذي يمارس الرقية في أوقات الفراغ لقلة الراتب الذي يتقاضاه وهو الفين ريال في الشهر. والخشب على شكل وتد إذا وضع في القلب سيحولهم إلى سائل مخاطي من الدم ويقتلهم على الفور. ونبتة الحنظل أخلطها وأحولها إلى عصير وأشربها تمنعهم من شرب دمي والسيطرة على عقلي وتحرقهم من الداخل أيضاً. هذا ما وجدتهم عن كيفية قتالهم رغم علمي بسرعتهم التي تسبق الضوء.

غابت الشمس وقلت لوالدتي أنني سوف أقضي الليلة في بيت عمتي في نهاية عطلة الاسبوع, فوافقت بعد أن قالت لي أن هناك كاميرات بكل مكان تراقبني بها ما إذا خرجت من المنزل. بالطبع أوهمتها أنني مصدق ما تقوله. كيف أصدق وأنا في عصر الانترنت, وأنا من يستطيع أن يراقبها ليس العكس, لخبرتي بالتقنية اكثر منها.

بدأ الكهل سعدي بالتحرك وأنا بدراجتي الهوائية خلفه, نعم أعرف أساليب التخفي لأنني قرأت قصص ((هولمز)) وشاهدت ((المحقق كونان)) بكثرة وتقمصت شخصيته. ذهب إلى مطعم قريب وأنا خلفه وتأكدت أنه ابتعد عن المنزل بعد أن انتهى من أكله وأوقف سيارة أجره وذهب, ولم أستطع اللحاق به لأنني لا أمتلك سيارة. قررت أن أقتحم بيته وليكن الله بجانبي.

البيت مظلم لا نور فيه, والقطط تحوم على سوره وهي تموء بنبرة حزينة.. وصوت بشري طفولي يقلد أصواتهم ويقول ” بئووو, بئووو” حتى سمعت صوت الباب الداخلي يغلق ويختفي الصوت البشري. راقبت الشارع من الجانبين, وأسندت درجاتي على الجدار ووضعت أقدامي على مقعد الجلوس ومنه تعلقت على عداد الكهرباء الذي به ماده تجلب الحكّة ومنه إلى السور. راقبت الفناء الخارجي ولم أجد أحد إلا الظلام الدامس والقطة على السور تموء بقوة وكأنها تريد أن تمنعني من التقدم. تسللت بهدوء نحو الباب الذي سيدخلني إلى المنزل وبيدي الخشبة التي جهزتها على شكل وتد حاد لتخترق جسم هذا الكائن, وشربت الحنظل مرّ المذاق ولففت على يدي السلاسل المصنوعة من الفضة, والماء المقري عليه مربوط بإحكام على يدي اليسرى لأنني أستخدمها أكثر من اليمنى. فتحت الباب الداخلي بهدوء حتى كدت أفقد وعيي من الرائحة النتنة في هذا المنزل المريب المظلم. تقدمت أكثر فوجدت غرفة وبها مكتب صغير متناثرة عليه بطاقات شخصية كثيرة. تفحصت البطاقات كلها تحمل صور العم.. لا ليس العم, المزور سعدي بأسماء مختلفة وصور بأعمار مختلفة. على يسار الطاولة صورته وزوجته وهم في ريعان شبابهم وطفل يقارب عمره السبع سنين ينظر إليّ بنظرات قتلتني رعباً. التوقيع على يسار الصورة بتارخ 1960 ماذا!! هل يعقل أن هذا الطفل ذو النظرات المرعبة لم يتقدم به العمر منذ ذاك الوقت!!! بدأ الرعب يجتاح صدري وأردت الخروج وإخبار الجميع أن يقتحموا المنزل, بعد أن تأكدت أن ما كنت أفكر فيه صحيح, ولا مجال للشك. هذا الطفل مصاص دماء وأبويه من يجلبوا له الضحايا ليبقوه على قيد الحياة بشرب دماء البشر. توجهت إلى الباب وكدت أن أفتحه, لكن سمعت صوت خطوات أقدام تتجول في المنزل فتوقفت وكتمت أنفاسي. فتحت الباب قليلاً, كان الطفل ممسكاً بالقطة التي كانت تموء ويسمح بيده على رأسها وهي تموء بحزن. أخرج أنيابه وتجمعت العروق  حول عينيه, وأنا أراقب و دقات قلبي تزداد والعرق يتجمع على جبيني وحول انفي من هول المنظر. دس أنيابه في عنق القطة التي توقف صوتها عن الغناء الحزين, وأخذ يشرب ويشرب حتى ارتوى وعادت عيناه إلى طبيعتها. لم يرتوي تماماً إنما كان يأكل المقبلات قبل أن يعود والده بالطبق الرئيسي. كانت والدته العجوز الشمطاء والندبات المنتشرة على عنقها ويديها وأقدامها, تنظف بقايا القطة المتناثرة على الأرض. وقف الطفل المتوحش وأخذ يشم حوله ولم أكن أعرف ماذا يفعل, حتى تذكرت أن حاسة الشم عند هذا النوع من الكائنات قوية, فتأكدت أنه يبحث عني أنا صاحب الرائحة الغريبة . حاولت أن أجد مخرجاً ينقذني من مأزقي هذا, حتى وجدت سرداب تحت الطاولة التي تتواجد عليها الصورة التذكارية والبطاقات المزورة. فتحته بهدوء وتسللت بداخله. كانت الرائحة نتنه جداً لم أستطع التنفس حتى سددت أنفي بقميصي الذي كنت أرتديه. أقفلت عليّ باب السرداب بعد أن نزلت فيه. فُتح باب الغرفة وسمعت حركة سريعة وصوت العجوز الشمطاء تقول لإبنها “لا يوجد أحد هنا إلا الجثث في السرداب وربما اختلطت الرائحة عليك أثر الجوع.” وخرجوا.

جثث!! في السرداب!! الذي أنا به!!! ياإلهي أنا بين جثث وهذا الرائحة رائحة بشر ميتين, وهذا الشيء الذي يلامس مرفقي إنما هو شعر إنسان. تمالك نفسك يا يوسف لتنجوا من هذا المحنة التي وضعت نفسك بها.. آه كم تمنيت أنني في بيت العمة ألعب ((البليستيشن 3)) مع إبن عمتي ثامر!! آه ما أغباني.. نعم أنا غبي لماذا لا أتصل على أحد لينقذني والهاتف المحمول بجيبي.. حقاً إنني غبي! فتحت الأيفون الذي قدمه لي والدي هدية بعد إنتقالي من المرحلة المتوسطة إلى الثانوية, وكتبت في صفحتي في موقع ((الفيسبوك)) و((تويتر)) أنني محاصر في سرداب والجثث من حولي, كانت أغلب التعليقات أنني أكثرت في قراءة القصص الخيالية ونصحوني بالذهاب إلى النوم. أرسلت رسالة إلى إبن عمتي الذي كذبت عليه وقلت له أنني ذاهب لأقابل بنت الجيران ((أسماء)) وأخبرته بموقفي فضحك وقال “لا تبحث عن الأعذار عد إلى البيت بسرعة قبل أن يأتي والدك ليأخذك.” فكرت قليلاً ثم أرسلت إلى والدي, قلت له أنني مخطوف في بيت العم سعدي أرجوا أن تتصل على الشرطة, ولم أخبره عن مصاصين الدماء كما أخبرت الذين سبقوه. وجهت ضوء الهاتف لأرى ما حولي, كانت هناك جثث مترامية بكل مكان. هاهو العم ((صنيتان)) ملقى على الأرض, وهاهي الخادمة ((كاندي)) منزوعة الرأس وهاهو ((شفيق)) عامل المكتبة مشوه الجسد. أبناء وبنات حيّنا لم يهربوا من بيوتهم ولم تأخذهم الجنية السعلوة ولم يغضب الله عليهم, إنما هذا الشرس إختطفهم ليطعمهم إبنه مصاص الدماء الذي لم يتقدم به العمر دقيقة واحدة من سنون طوال.

سمعت صوت المتوحش سعدي يستدرج ضحية جديدة إلى البيت, وهاهم يدخلون وسعدي يطلب من هذا الرجل المسكين مساعدته بحمل أغراض كان قد إبتاعهم بعذر أنه كهل لا يستطيع أن يحملهم. ما إن دخلوا حتى سمعت صوت ضربة على الرأس وصمت, ثم صوت سحب على الأرض وسعدي ينادي زوجته الشمطاء لتساعده ليعلق الضحية كخروف العيد. هذه هي لحظتي أن أرتجل من هذا السرداب الموحش وأذهب لأقتل هذا المخلوق البشع لأُريح الأهالي من المزيد من القتل. فتحت باب الغرفة بعد أن خرجت من السرداب وجهزت أسلحتي. الوالدان مشغولان في الفناء الخارجي للمنزل والطفل مصاص الدماء يبعد عني خطوات خلف هذا الباب الخشبي. عندما كنت في السرداب فكرت أن أخفي رائحتي عن أنف هذا الحيوان, فإستخدمت دماء كانت على الأرض ووضعتها على قميصي لتخفي رائحتي. الطفل المتوحش كان ينظر إلى الباب الخارجي بإنتظار وليمته ليلتهمها كما إلتهم القطة ذات الصوت الحزين, وأنا خلفه أمشي بخطوات واثقة نحو عنقه. مسكت السلسلة المصنوعة من الفضة بكلتا يدي وجهزتها لخنقه وربطه بها كي يتسنى لي طعنه في القلب, لأمنحه الموت الحقيقي الذي سيحوله إلى سائل دموي مخاطي كما قرأت. إقتربت أكثر فأكثر والطفل لم يشتم رائحتي إنما شم رائحة الدماء الذي إعتاد عليها. بحركة سريعة مع عدم تركيز من الضحية إحكمت السلاسل الفضية على رقبته. خرج دخان كثير وكأن جسمه بدأ بالإحتراق وأثار دم على رقبته مكان وجود السلاسل الفضية. سحبته إلى الغرفة المجاورة لكي لا يخرج صوته إلى الخارج رغم أن سعدي وزوجته الشمطاء مشغولان بإستنزاف الرجل المسكين ووضع دماءه في إناء لتقديمه لاحقاً لإبنهم. أغرقت الطفل مصاص الدماء بالمياه المقري عليها والدخان الكثيف يخرج من جسده بلا توقف. ربطته بالسلاسل الفضية حتى قيدته كلياً, ولم يستطيع الحراك بعدها. هممت أن أغرس الوتد الخشبي في قلبه, حتى فتح والده الباب علينا وأنا واضع الوتد على مكان قلبه. صرخ بقوه هذا الطفل مستنجداً بوالده وهو لا يستطيع الحراك رغم قوته الجسدية, لكن مع كل هذه السلاسل المصنوعة من الفضة والمياه فأنا أقوى منه بكثير. حاول تنويمي بقدرته الذهنية, لكن شربي للحنظل منعه من إتمام فعلته. سعدي حاول مهاجمتي, لكن هددته أنني سأقتله ما إن تحرك من مكانه. العجوز الشمطاء كانت تبكي وتصارخ بكلمات غريبة وكأنها من أصول غير بشرية, وأخذت تلطم على وجهها وتضرب الجدران بجنون واضح. لم أخف ولم أتردد وكنت انتظر أن اسمع صوت سيارات الشرطة بأي لحظة, وتمنيت أن ياتوا قبل أن يحدث ما لا أريد. بالفعل أصوات سيارات الشرطة تعالت وهم يضربون الأبواب ليفتحوها. ما إن فتحوها وسمعت أصوات أقدامهم حتى غرست الوتد بقلب هذا الوحش الصغير الذي شرب دماء بشر كثر منذ قديم الزمان وعاش على حياتهم. تحول بثوان إلى كومة مخاط دموي إنتثر في أرجاء الغرفة. توجه إلىّ سعدي الطاعن في السن كي يقتلني, حتى اوقفته صوت الأسلحه النارية وهي متوجه إليه من قِبل أفراد الشرطة وأبي خلفهم. وضعوا الأصفاد على يديه وأسكتوا زوجته بضربه على راسها التي لم تتوقف عن النياح على إبنها. أرشدت أفراد الأمن على مكان السرداب وأن هذا الرجل قتلهم كلهم وخبأ جثثهم هنا, والفريق الطبي يعالج الرجل المسيكن الذي لم يمت, إنما فقد كثيراً من الدم.  إستجوبني المحقق وأخذ أقوالي؛ قلت له أن هذا الرجل طلب مني أن أساعده وبعدها حاول قتلي ,ولم أتطرق إلى موضوع مصاص الدماء الذي قتلته لأنه تحول إلى كومة دم على الأرض, ولن يصدقوا خرافة إسطورية على أي حال.

بالطبع عاقبني أبي على خروجي من بيت عمتي, وصادر مني جهاز الأيفون لمدة شهر, ولم تفلح كاميرات والدتي أن تحدد مكاني عندما إحتجتها. عندما عدت إلى غرفتي شعرت بالأمان والفخر أنني ساعدت أهل الحي من شر كان بيننا, وأشرقت الشمس من جديد على حيّنا حي الخليج.

About مقبل الصقار

تأتيني الفكرة من حيث لا أعلم فأكتبها قصةٌ تشبهني.
هذا المنشور نشر في Uncategorized. حفظ الرابط الثابت.

3 Responses to مصاص دماء في حي الخليج (قصة قصيرة- خيالية)

  1. ms ms كتب:

    أسلوبك السردي ممتع , والتفاصيل التي تدلي بها تربطنا بالقصة , حتى لا نستطيع التوقف عن القراءة , جميل حرفك جدا ولو أن القصة خرافية إلا أنني استطعت أن أتخيلها والسبب أنها بحي من أحيائنا .. شكرا لك !

  2. hwz كتب:

    استمتعت وانا اقراها 🙂

التعليقات مغلقة.